بقلم: عقيل الشويلي
من الصور الملموسة لرئيس الوزراء محمد شياع السوداني، (قبل ان يتسلم منصبه)، أنه المواطن البسيط الذي يتجول في أزقة محافظة ميسان وبغداد، وحتى خلال زياراته إلى كربلاء المقدسة، مرتديًا دشداشة قماش صيني بسيط يمكن لأي شخص أن يحصل عليها.
لقد كان رجلًا عاديًا متواضعا بسيطا، يتواصل مع أصدقائه حتى تولى رئاسة الوزراء… لكن مع التولي للمنصب، أصبح من الضروري اتباع البروتوكولات والاتكيت فيتطلب ذلك تغييرا في المظهر، من لبس البدلات والأحذية ومن افضل المناشئ العالمية، ونحن نتفهم ذلك، ولكن الحاشية قادت الرجل بعيدا عن الناس وقننت واعادت ترتيب علاقاته فالحاشية في اللغة تعني الخاصّة، البطانة “حاشية الرَّجل وفي الغالب وعبر قراءة مشهد الانظمة السياسية عبر التاريخ نجد ان هذه الحاشية تسعى لوضع حاجز بين صانع القرار وجمهوره وتتحكم في مايراه ويسمعه او يحجب عنه وهذا ما حدث للاسف فقد قام البعض من عناصر الحاشية إلى قطع تواصل الرجل مع بيئته وتحكموا في من يراه ويتقرب منه ويستبعدون اخرين من التقرب او سماع صوتهم بما فيهم من كانوا اصدقاء ووصل الامر لاستنكار الراي الاخر بل السعي ، لرفع دعاوى قضائية ضد الصحفيين، ومد يد التعاطف والمهادنة مع بعض المفسدين وربما دولة الرئيس لايدري بما يجري حوله…! مثل ما حدث للرئيس المصري في فيلم “طباخ الرئيس”!.
وانطلاقا من حرصنا على سلامة مسار الحكومة وسمعتها ندعو لمراجعة وتدقيق سلوك حاشيته ومتابعة فتح القنوات مع كل الاعلاميين ومنع الحاشية من ملاحقة بعض الصحفيين بتهمة القذف والتشهير وهي تهم باطلة تلفقها عقول قاصرة لاتفهم مبادىء ومعايير حرية التعبير التي كفلها الدستور ومارسها حتى السوداني حين كان يرتدي دشداشة الشعب البيضاء.