د. محمد فلحي
تصدمنا الأخبار واللافتات السود يومياٌ، بوفاة عشرات الاشخاص(نتيجة حادث مؤسف) في ظل حرب يمكن تسميتها ب(حرب الطرق) والموت المجاني،تضاف الى حروب العراق المعروفة!
الطرق الخارجية السريعة وشوارع المدن كلها تعاني من التخسفات و(الطسات) التي تزهق الأرواح وتدمر المركبات،دون وجود أي مشروع وطني لإنشاء طرق وجسور وأنفاق جديدة لمعالجة مشكلة النقل والمرور المزمنة،وإذا كان قانون المرور الجديد قد رتب عقوبات وغرامات غليظة مشددة على مخالفي قواعد المرور،فإن من حق المواطن أن يتساءل عن مقاضاة المقصر الأول في هذا المجال وهو الجهات الحكومية المعنية التي أهملت وفشلت في توفير طرق آمنة حديثة مجهزة بالتقنيات والعلامات الارشادية لحفظ الأرواح والممتلكات وتسهيل النقل والسفر مثل بقية دول العالم المتحضر!
في ظل عدم وجود أي خطط لإنشاء طرق جديدة،وغياب التخصيصات المالية في ميزانية الدولة لتطوير قطاع النقل،وتجاهل قضية المرور من قبل الطبقة السياسية المشغولة بالمغانم والمناصب والأزمات المفتعلة والخلافات المصلحية الحزبية،نقترح خطة بديلة وسريعة،لمعالجة مشكلة الطرق والمرور نسميها(حملة الطسة الوطنية) فإذا كانت الحكومة عاجزة عن إنشاء طريق جديد فليس لها عذر في عدم تصليح الطرق المندثرة وصيانة الجسور المتهالكة،بكلفة قليلة وإمكانيات متوفرة،ولا تحتاج،هذه الحملة، سوى نوايا شريفة وجهود مخلصة لخدمة الناس!
مقترح هذه الحملة قد يبدو كأنه نوع من الاستهزاء بالفاشلين والفاسدين،وتسقيط شعاراتهم ووعودهم الانتخابية الكاذبة،ويكشف عوراتهم السياسية،ولكنه في الحقيقة يمثل مطلباً خدمياً ضرورياً،بات ملحاً في ظل تزايد الضحايا الأبرياء والخسائر الفادحة،ولعل هذا المقترح يستحق ان يطرح في البرلمان ومجلس الوزراء من أجل تحشيد كل إمكانيات الحكومة،خلال مدة لا تتجاوز ثلاثة أشهر،في حملة وطنية تشارك فيها وزارات الاسكان والإعمار والنقل والمواصلات والدفاع والداخلية وأمانة بغداد ومجالس المحافظات والحشد الشعبي،كل ضمن تخصصه،فقد مرت الشهور والأعوام،دون منجزات على الأرض يشاهدها المواطن،سوى الفضائح والسرقات،وسيكون تصليح(الطسات) بعد رفع(الصبات) من أعظم انجازات الحكومات الديمقراطية في بلد الثروات والخيرات،وسوف تستحق هذه الحكومة أن تسمى حكومة#(الطسة الوطنية)# من قبل الأجيال اللاحقة!