امانة بغداد والامتحان الصعب

زيد الحلي
تعيش امانة بغداد ، هذه الايام أصعب ايامها ، فهي امام امتحان شعبي وحكومي في آن واحد ، بعد القرار الرئاسي برفع التجاوزات ، فعيون الجميع ترن اليها … هي أملهم الوحيد في عودة العاصمة الى عهدها في الجمال والاناقة ، ولاسيما في اعادة الارصفة المستلبة ، الى سالكيها من المواطنين . امتحان عسير ، فهي تتحمل اعباء سنوات عديدة من تجاهل التجاوزات في مختلف صورها ، ما جعل عروس العراق ، تنسحب الى خانة العواصم البائسة ، بعد ان كانت رمزا للزهو ، ففيها كان الجمال يهطل أمزاناً، فتتفتق الروض أزهاراً، وتصير القفار حدائق ..
كل العراقيين ، ينتظرون بلهفة نتيجة هذا الامتحان الخاص بإزالة التجاوزات التي انهكت بغداد ، فالملاحظ ان الاوضاع باقية على حالها .. لكننا نترقب بدء ساعة الصفر !
في ظل التجاوزات ، باتت بغداد حزينة ومهدمة ، تتكئ اطلالها على اطلالها ، بانتظار عودة روح البهاء اليها ، فهل نرى الضوء الابيض ، يسطع بها من جديد ؟ نأمل ذلك ، فهي امنية كل عراقي تجاه عاصمته ، فهي من المدن التي يقع المرء في هواها من النظرة الأولى، حيث روح المكان وعذوبة التفاصيل . ان الأحلام فيها كالخبز، مدموغة بتاريخ يمتد لسنين لا يمكن عدها ، وهو تاريخ يضم ، أسرارها ، وبهجتها ، وحزنها ، وحكاياتها التي لا تنتهي ، فلنعمل على رعايتها ، ونزيل عنها غبار التخلف ، المتمثل بتجاوزات خارج العقل ..
لنعد لبغداد ، روحها ورونقها ، وهندستها وتصاميمها ، فهي عنوان الكبرياء ، فما ان نسير في أزقتها حاليا ، ونعبر شوارعها ونتحدث مع اهلها ، حتى نرى صورة مجد ضاع نتيجة الاهمال ، وسوء الخدمات واعمال الترقيع المعروفة .
يحدونا الامل ، ان يترافق سعي الامانة في ازالة الخدوش عن وجه العاصمة ، بإيحاد اماكن مناسبة لباعة الارصفة ، تكون قريبة من الاماكن التي يرحّلون عنها ، تكون مزودة بخدمات مناسبة ، فللمواطن الحق في العيش الكريم ، فثلما للمدن الحق في الاحتفاظ بعنفوانها وجمالها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *