اثارت قصة قتل هوليودية في بابل، تفاصيلها اقرب للخيال من الواقع سخطا شعبيا بعد ظهور المجني عليها وهي تمارس حياتها في محافظة عراقية اخرى فيما يقبع الزوج المتهم بالجريمة خلف قضبان السجن، ما يثير الشكوك بان الاعترافات اخذت بعد تعذيب خطير.
وكانت مديرية شرطة بابل قد دونت اعترافات متهم بقتل زوجته (شنقا وحرقا ورميا في النهر)، يظهر فيها المتهم في كشف دلالة اجرته الشرطة وهو يشرح طريقة القتل والتنفيذ بالزوجة، حكم على اثرها بالسجن المؤبد، لكن ظهور الزوجة مجددا اثار كارثة وضعت مديرية الشرطة في خانة الشكوك وتسجل اكثر من علامة استفهام على عمل الفريق التحقيقي الذي اشرف على انتزاع المعلومات من المتهم.
وتقول المصادر ان المتهم توجه الشرطة للابلاغ عن اختفاء زوجته الى مكان غير معلوم وبعد اسئلة واستفسارات تحول الى متهم قاتل بتفاصيل خيالية نسجها عقل المتهم وربما من اراد له ان يعترف هكذا، بعد القاء القبض على زوجته في محافظة اخرى ضمن مجموعة داهمتها القوات الامنية لاسباب مجهولة.
ورغم ان مديرية شرطة بابل اصدرت بيانا تكشف فيه عن ملابسات الحادث لكنها لم تبين الاسباب التي دعت المتهم الى خلق حادثة قتل مروعة غير موجودة على ارض الواقع قادته الى السجن المؤبد.
وقالت الشرطة على إثر ذلك اتخذنا إجراء بحق الضابط القائم بالتحقيق للمعرفة حقيقة القضية، وما إذا كان هناك تعذيب أثناء التحقيق.
وتساءل مدونون على مواقع التواصل الاجتماعي، عن كيفية الحصول على الاعترافات، وما إذا شاهد المحقق، موقع الجريمة، وآثار الحرق، فضلاً عن غياب بيانات الطب العدلي، والتعامل مع بقايا الجثة، وهي حلقات مفقودة في القضية.
واعادت القصة العراقيين الى حقبة سوداء كان البعثيون يستخدمون فيها اقصى حالات التعذيب لاتنزاع اعترافات غير موجودة على ارض الواقع وهي اقرب الى تهم كيدية جاهزة يسوقها من يشرف على التعذيب او تضطر المتهم لخلقها للخلاص من الاساليب غير الانسانية التي تمارس ضده.
وتؤشر الواقعة الى خلل كبير وجسيم في عمل الأجهزة الأمنية، التي تتحدث ليل نهار عن اعتقال المجرمين، ومهربي المخدرات، وهو ما يؤكد الحاجة إلى إصلاح كبير، يبدأ من رأس الهرم، وصولاً إلى منح المحققين دورات علمية مكثفة، في كيفية إثبات وقوع الجرائم، بعيدا عن اسلوب التعذيب الممنوع قانونا./ انتهى2