الشباب.. الانتخابات.. رفض اللادولة 

بقلم: سعاد حسن الجوهري

في حسابات اي مضمار سياسي تكون نظرية الطموح المشروع قائمة وبامتياز ايمانا من كل من يخوض غمار هذا المعترك بضرورة ان تكون له بصمة تميزه عن غيره وتحقق له ما يصبو اليه شعوره ومشروعه واهدافه التي يراها حقة.
الشباب الذين يرون انفسهم سادة الحاضر لا يخرجون عن هذا الاطار وهم ينظرون لاقرانهم في الدول الحرة المتقدمة يرسمون معالم الانظمة ويشاركون في التشريع وتشكيلات الرقابة وغيرها وكل جهودهم تنصب في خدمة مشروع (الدولة الناجز).
اما في العراق ، كثيرون قد يتعذر عليهم ادراك انخراط الشباب في المضمار الانتخابي المرتقب وقد لايفقهوا اسباب هذه الضرورة الوطنية الملحة التي ادرك الجيل الشبابي الجديد مدى خطورة التأخر عن ركبها جراء اسباب واضحة يعرفها حتى من يعترض على خوض شبابنا غمار هذا المجال.
هذا النفر هل ينكر ان الشباب كما يقولون هو ربيع العمر لأنه يمثل الفترة الزمنية الزاهية في حياة الإنسان وإنه مرحلة القوة والفتوة؟ ام يتجاهل حقيقة انها مرحلة الحماسة والتوهج والنشاط والتوقد فضلا عن مرحلة التفتح والنباهة التي تحتاجها الساحة العراقية كضرورة ملحة لا مناص عنها؟
الم يسمع هذا النفر قول عظام وكبار المفكرين والشعراء بحق شريحتنا الناهضة؟ كما قال:
حَيُّوا الشَّبَابَ وُقُوفَهُ مُتَصَدّيًا
لَمْ يَخْشَ لَوْمَةَ لائِمٍ سَاقَ الْعِلَلْ
هُمْ يَصْنَعُونَ غَدًا بِرُوحِ فَرِيقِهِ
هُمْ يَبْعَثُونَ حَيَاةَ فَخْرٍ مُكْتَمَلْ
هُمْ يَعْبُرونَ الْبَحْرَ رَغْمَ هَدِيرِهِ
لا يَأْبَهُونَ بِرِيحِهِ وَالْمُحْتَمَلْ
اما لمن استكثر على الشباب الانهماك في ميدان الخدمة الوطنية والحرص على تعميد اسس الدولة بعد مشوار انتفاضي احتجاجي سلمي طالب بالحقوق المعطلة اقول: كيف بالامكان تجاهل ان الشّباب هم الأكثر طموحا في المجتمع وعمليّة التّغيير وان التقدم لا تقف عند حدود بالنّسبة لهم؟ واتساءل ايضا: الم تدرك الشعوب الحرة ان هذه الشريحة الواعدة هي أساس التّغيير والقوّة القادرة على إحداثه؟ لذلك يجب أن يكون استقطاب الطاقات وتوظيفها أولويةَ جميع المُؤسّسات والمَجموعات الاجتماعيّة التي تسعى للتّغيير. ايمانا من مبدأ ان شريحة الشباب هي الفئة الأكثر تقبلا للتّغيير والأكثر استعدادا لتقبُّل الجديد والتّعامل معه والإبداع فيه والأقدر على التكيُّف بسهولة دون إرباك ممّا يجعل دورها أساسي في إحداث التّغيير في مُجتمعنا.
والحقيقة المؤكدة هي ان عراقنا المرهق جراء الازمات المتلاحقة بحاجة ماسة الى الحماس الفكري لدى الشّباب والطّاقة الجبّارة التي يملكونها والتي تساعدهم بشكل كبير نحو التقدّم والحيويّة في التّفاعل مع مختلف المعطيات السياسية والاجتماعيّة التي تتغير لحظة بعد اخرى.
بصراحة متناهية اؤكد ان الشريحة الواعدة هي القوة السياسية الاكبر والاكثر تحررا وانفتاحا لما تمتلك من قدرة على تحقيق أهداف تغيير السياسات وتفعيل دورها بشكل أكبر في بلدنا والتاثير على جميع القوى السياسية وعلى صُنّاع القرار والمَسؤولين في المجالين التشريعي والتنفيذي وصولا الى تحقيق الهدف الاسمى المتمثل بالدولة ، ولا بديل عن الدولة حاضرا ومستقبلا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *