إن حضر لا يعد وإن غاب لا يفتقد !

بقلم: د. حسن جمعة

احيانا يعطون لبعض الاشياء البسة فضفاضة وقد تزيد من حجمهم وذاك الحجم هو ضئيل باصله وفصله ويعود ويجعلون منه موضوع جدل كبير وهذا يعود بالمنفعة لذاك الشخص المبهم او الهش فقد توالت علينا انباء حضور وعدم حضور الرئيس السوري احمد الشرع وكثرت الاقاويل حوله ومنه من يزعل على رئيس الحكومة كونه قام بتوجيه دعوة حضور له في القمة واخر هدد بقتله لحظة وصوله ومنهم من قال سنضع الحديد بيده لحظة وضع اول قدم له في المطار واخرون جعلوا من هذا الشرع قائد القادة ورئيس الرؤساء وزعيم الزعماء وصاحب راية الحرية التي ستنير الدرب السوري وكثيرا منهم حاولوا تشبيهه بجيفارا زمانه وهكذا بدات ريشات الشرع بالانتفاخ كأنه ديك هزيل نكح دجاجة وباضت منه بيضة واحدة وفقست عن ارباك ودماء واليوم وقبيل بدء هبوط اي طائرة لضيوف القمة اتانا عاجل يقول الشرع لن يحضر وسيحضر عنه وزير خارجيته ونحن ايضا لانريد حضوره ولايشرفنا وجوده فبغداد اكبر من ان يرفضها احد او يرفض النوم باحضانها ولو دقائق ولانحزن على عدم حضور احد الزعماء والرؤساء فشرف له ان يزور العراق ورغم كل شيء هنالك من يود سحب الاضواء من قمة بغداد وتوجيهها لزيارة الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” إلى السعودية، قطر، والإمارات والتي ستُلقي بظلالها الثقيلة على القمة العربية، والتي بدورها في حقيقة الامر لن تكون سوى عرض إعلامي باهت، خالٍ من أي إنجاز ملموس ومن المؤكد ان تشهد تلك الزيارة تسابق وتراكض من قبل قادة الخليج ومعهم السيسي وايضا احمد الشرع لحبك المشهد الدرامي في استقبال ترامب وبدلاً من توجه هؤلاء القادة إلى بغداد لمناقشة تحديات الأمة والقضايا المصيرية العربية، يفضلون الانشغال بتزيين قصورهم لاستقبال “الضيف الأمريكي” فهذا معروف لقادة الامة العربية وملوكها ورؤسائها فهم يحبون التقاط الصور وملامسة يد ترامب البيضاء وفتح الخزائن لبدء صفقات شراء الاسلحة الامريكية وغيرها وهكذا ستكون النتيجة فإن حضر الشرع او لم يحضر فهو لايضيف ولاينقص ! .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *