بقلم: د. عزيز جبر الساعدي
منذ أكثر من اربعين عاما أو أكثر في معهد الفنون الجميلة وحيدر منعثر يثير تساؤل لدينا في قسم المسرح الذي( كنت رئيسا له أنذاك)وهو ؟ كيف يتعامل المخرج حيدر مع كاست العمل . شخوصه كطلاب مختلفي الامزجة والسلوك والنفسيات ,كيف يجعل من هؤلاء جميعا بوتقة عمل يمسك صمام الامان بيده ؟ ويستخرج من العاملين معه كل طاقاتهم الابداعية بمحبة واخلاص لم يتكرر بعده (القيادة ) لدى حيدر تختلف عن كل المخرجين الذين عملت معهم او شاهدتهم بروح العمل الجماعي مثل يفعله د. حيدر منعثر ,
الذي أثار لدي هذه المقدمة هو أظهار نفس الروح القيادية مع معظم ممثلي العرض الذين عمل معهم قبل اكثر من 40 عام مضت واليوم فرض قيادته على جمهور واسع لم يشهده مسرح الرشيد طيلة مواسم كثيرة عدت كيف تحكم بهذا الجمهور ,(,وزعت لكافة الجمهور ظروف ويطلب منهم عدم فتحها ,وقبيل نهاية العرض يطلب منهم فتحها وقرائتها ويرضخ الجميع لهذا الاوردر ويفتح الظرف ؟ اي قيادة هذه ؟قيادة مؤدبة جعلت المشاهد وبحب ان يتماشى مع احداث المسرحية .وتفتح الظروف ويقرأ المشاهد مشهد محذوف وهي لعبة مسرحية مبتكرة من قبل المخرج فالمشهد ليس مهم وجوده او عدمه لايؤثر على سياق الاحداث)).
وين رايحين مسرح فية سمات من المسرح التسجيلي لبسكاتور وقد كتب عليها الكثير من الاقلام الرصينة فيها تحليل أصاب مايريده المخرج والبعض الاخر اهتم بجمالية الاداء وتحريك الذهن ويؤكد د. حيدر ((وين رايحين ..تثير التساؤلات والمقترحات .. عرض مسرحي اردنا منه تحريك بركة التلقي وخلق مناخ مفعم بالرقي لحركتنا المسرحية التي تزخر بالمبدعين والمنتجين لعروض مسرحية متوازنة وحقيقية وفاعلة بالمجتمع)) ونجح في هذا المسار الجميل
والمدهش ان حيدر منعثر لن يتخلى عن القيم الجمالية والفكرية من خلال الايحاء الاجتماعي والسياسي
فكل العروضgالمسرحية الشعبية لديه مشبعة بالإيحاءات السياسية والتي استقطبت جمهورا واسعا ممهدا ل أقامة أرضية مسرحية بنكهة شعبية كما فعلها الفنان طلال هادي في العديد من مسرحياته .المسرحية الشعبية الهادفة في مواجهة الإسفاف والابتذال في المسرح التجاري
تبرز المسرحية التناقضات بين الأمل في التغيير والتحولات الديمقراطية و يظهر التناقض في كيفية إدراك المجتمع للسلام والتحول بينما لا يزال يعاني من آثار العنف والتسلط. هذا التناقض يعكس التحديات المستمرة التي تواجهها المجتمعات مع امالها وتطلعاتها .
ا تقدم المسرحية صورة معقدة ومتعددة الأبعاد للتفاعل بين السلطة والمجتمع بايحائات متعددة على بصيص من
الأمل والخلاص من الاستبداد والتطرف إلى الديمقراطية والتعددية، إلا أن هذا الأمل يبدو مشوبا بالقلق نظرا للظلال المستمرة للتطرف والسلطوية التي تشوه مسار التحول.وعلى الرغم من قتامة وسوداةية ما مر على المجتمع العراقي الا انه جعل النهاية فيها بصيص من امل في التلاحم المجتمعي للنهوض في الانقلاب على هذا الوضع الفاسد .وين رايحين
(نص كتبه خالد جمعة).. نعم توجد مباشرة بالنص، وبعض المشاهد ممكن ان ترشق، ولكن الإخراج والتمثيل جعل المشاهد لا يملومشدودا لما سيحدث، استخدم المخرج الداتا شو بصورة معبرة ساندة للعرض المسرحي، ولكن الاطالة في مشاهد داعش وما فعله في المجتمع من ويلات كان اكثر من المعقول في بنية النص رغم انها ارشفة فاعلة لذاكرة الناس كعمل منفرد يعالج هذه الاشكالية التي مر بها العراق .
السينوغرافيا ولوحات الفنان مؤيد محسن واضاءة عباس قاسم كانت معبرة، (أداء الممثلين)الثنائي القريبي لتاريخ حيدر( لمياء) التي كانت اكثر من رائعة وقريبة للجمهور باقتدار وكذلك( زهرة) الرشيقة في الحركة ولغة التعبير العالية المستوى من الجمال , وطلال هادي الرفيق القديم لحيدر كان في منتهى التلقائية والحضور الجميل .
الفنان امير احسان الذي أشاهده لاول مرة على خشبة المسرح جسد دورة بشكل جميل، أما عازف الايقاع وسام بربن الذي كان يقدم لنا ايقاعات مباشرة معبرة عن كل حالة من على خشبة المسرح. كان مبدعا ,,وجميلا
وايضا حضور الفنان اياد الطائي وزميله لؤي احمد كانا ملفت للانتباه ..
تحية لكادر مسرحية وين رايحين ونامل ان تكون التجربة القادمة فيها رومانسية ومتسع من المحبة بعيدا عن الالم والنواح ونبش لذاكرة مريرة مرت على العراق العظيم محبتي وامنيات لحيدر منعثر الابن البار للمسرح مزيدا من الصمود بقيادته الجميله المحببة .