بقلم: حمدالله الركابي
ما زالت كل المدن
الباكية على غيابك
تئن تحت سياط الحزن
ونبضها يعزف عشقا وشوقا لذكراك
كم حاول المنهزمون
ان يرسموا لانفسهم
لوحة شجاعة وهمية
فتنهار صورهم
لمجرد ملامسة عصاك
لجدران التاريخ
ياغارسا في قلوب الجائعين
حقولا من القمح والكرامة
ياحزننا المعتق بأنين الامهات
كلما تكاثر الغرباء في طرقات المدن
رددنا بصوت الوعي
(كلا كلا امريكا)
(كلا كلا اسرائيل)
وكلما تمزقت ثياب الصبر
اخذنا خيطا من كفنك
لنسمو به على قمم الشموخ
وكلما زاحموك على منبر الشجاعة
راح دمك يكتب احجية الخلود
على واجهة السماء
وكلما سالت دموعنا لفقدك
شعرنا بكفيك
تنشف مسار الدموع
وترسم على زجاج النوافذ القديمة
فانوسا بحجم الشمس
يبدد ظلام الانتظار
لذلك الفجر البعيد
ايها الصدر
ها انا اجدد حزني
واعلن ان خريف النسيان
لن يجتاح حدائق ذكراك
ستبقى ايها النور
ربيعا دائما
في مساحات العمر
وطريقا للباحثين
عن قمر لايعرف الافول
في ذاكرة الوطن.