بقلم: د. عزيز جبر الساعدي
وانت تقلب كتاب جبار جودي العبودي صانع الدهشة المسرحية . الذي كتبه د. بشار عليوي ود. عامر صباح المرزوك
تثار في مخيلتك الكثير من الاسئلة التي تختلط بالنوايا ,النوايا التي لم نُحسن بعد تربيتها والنظر اليها بروح المحبة التي يفترض ان تسود عالمنا المسرحي تحديدا وبقية الفنون الجميلة الاخرى بشكل عام ,,وكلما أقتربنا الى تشخيص ذلك نجد ان من يحب, يبارك ومن يشعر بالضألة والاحباط يشكك يالنوايا ؟ وبعيدا عن النوايا علينا ان نحتكم الى المنجز الفني نناقشه ونسلط الضوء عليه, لكي نمارس طقوسا جديدة نثري من خلالها القيم الجمالية والفكرية لدى الاخرين وطريقة تناولها للموضوع لاسيما ونحن في مثل هذا العنوان الباذخ للجمال نسلط الضوء على شخصية لها حضور فني مميز على الساحة الفنية والذي يعرف عادة بالخبرة والدربة او لنقل يمتلك مواصفات الثراء المعرفي الذي ينعكس في مجمله على الحركة الفنية
وحسنا فعل د. بشار ود. عامر ب أثارة السؤال في بداية ص7 وطرحهم السؤال الجدلي الذي ذهبنا اليه ؟
(( لم جبار جودي ؟ ,سؤال جدلي كان يلح علينا حينما عقدنا العزم على انجاز هذا الكتاب المشترك ؟ وبدون مقدمات قررنا خوض هذه التجربة النوعية , فجبار جودي يستحق . وتجربته المسرحية المتنوعه على كافة الصعد هي الاخرى تستحق وهكذا كان ))
الجميل في هذا التوجه وهذا المنحى الانساني النبيل يحيلنا الى اننا وبحكم التجربة في العراق عموما وفي الوسط الفني خصوصا ضعيفي الاحتفاء بالمنجز الفني للكثير من الشخصيات الفاعلة في الوسط الفني بل يكاد هذا الاحتفاء عند البعض بمثابة نوع من الترف وهو أقرب الى التزلف لهذه الشخصية او تلك وربما ينشط لدينا الاحتفاء بالشخصية الفنية بعد وفاتها ؟ وهذا مانجده على صفحات الفيس بوك وبعض البحوث المدرسية التي تنشر هنا وهناك بحق مبدعينا؟؟ فهل تحقق ما اراد له المؤلفان ؟
الحقيقة تقول ان الاحتفاء بالشخصية الفنية هو التذكير بأنساق حياتنا الثقافيه ؟وهو أحتفاء بالمسرح العراقي ورجالاته ووضع تجربته بين أيدي الباحثين والدارسين ؟
ومن هذه الزاوية الرائعة أضم صوتي للاعزاء (أ. بشار وأ. عامر) وهما يخطان سلوكا فنيا سيترك اثره بعد حين من الزمن للباحثين والمهتمين بواقع حركتنا المسرحية .
بعد هذه المقدمة اجد من الضروري البحث في محاور متعددة في تقسيم الكتاب الذي جاء ب 263 صفحة وهي:
جبارجودي
(سيرة ومسيرة ,
سينوغرافيا
,مخرجا مسرحيا
,,باحثا
,في مرايا النقد
,محطات صورية )
هذه المحاور التي جمعها د. بشار ود. عامر في هذا الكتاب جهد جميل يجعل القاريء ينساب مع الحركة الانسانية التي بدءت خيوطها مع الانسان العصامي جبار جودي حياته والظروف التي اعاقة مسيرته فنيا وحياتيا ولانني اعرف الكثيير عن هذه الشخصية التي ترعرعت في جنبات معهد الفنون الجميلة مع نخبة مخلصة ومحبة جمعهم اولا وأخرا الحب والمنافسة الشريفة والهدف الاسمى لان يكونوا رجال مسرح سلوكا وعلما وحضورا فاعلا وهذا ما كان فعلا لمعظم أصحاب وزملاء جبار جودي الذي ظل محافظا على خلقه ووتربيته المهذبة وسلوكه الاجتماعي واحترامه ل أساتذته وزملائه ايضا ,فكان المحور الاول ممتلء وجدانيا خط حروفه هو نفسه د. جبار جودي .بذاكرة حية .
المحاور الاخرى هي بمثابة شحن وشحذ للذاكرة لتجارب وممارسات وتنظيرات بحثية وتطبيقية كان ل جبار فيها تميز لايمكن التغاضي عنها واستخفالها بلا شك ,(حيث يعد جبار جودي من أبرز الذين أشتغلوا في حقل التقنيات بشكل عام وصانع ماهر في مجال السينوغرافيا المسرحية بشكل خاص وهذا واضح بعمله مع خيرة مخرجي المسرح في عصرنا الحديث . . أضافة لتصميماته لمعظم عروضه التي اخرجها للمسرح .كل هذا يجعل التصدي للكتابة عن هذه الشخصية الفنية الشبابية البارزه خطوة تستحق الانتباه اليها لتعميق جسور البحث الرصين والعمل الادبي والفني للقادمين من طلبتنا في مجال المسرح وطقوسة وجنباته المختلفة .
كتاب
جبارجودي العبودي
صانع الدهشة المسرحية
كتاب فيه سياحية علمية وتربوية راقية يستحق القراءة , ويستحق الزملاء د.بشار عليوي ,ود.عامر صباح رفع القبعة لهم لهذا الجهد النبيل ونتمى ان لايتوقف بحثهم في هذا الاتجاه والبحث عن مبدعين حصدوا الجوائز عراقيا وعربيا في مجال تخصصاتهم الدقيقة لنثري من خلالهم ساحتنا الفنية ووضع تجاربهم بين أيدي الباحثين والدارسين .شكرا لهم وهم يعيدوا لنا اعمال ومشاهدات تكاد تخفيها الذاكرة بمرور الايام