بقلم: احلام المالكي
هي زيارة مهمة بكل المقاييس وازعم انها الاهم لأوردوغان الى العراق على الرغم من انه سبق وان زار العراق في ظروف يكتنفها الغموض على مستوى الأمن والسياسة ولم تكن الاوضاع ملائمة للتأسيس لمخرجات حقيقية تعود بالنفع على البلدين وبالذات العراق الذي يتعافى من ازماته مع صعود حكومة قوية متمكنة من ادواتها ولديها برنامج عمل واضح على مستوى الخدمات والبنية التحتية والمشاريع الاستراتيجية ولديها رؤية ناضجة في مايتعلق بالسياسة الخارجية للعراق لتأكيد دوره الحيوي والنشيط في مجال العلاقات الدولية واعادة ترتيب الاولويات.
العراق بامكانه تحقيق مكاسب كبيرة في مجال العلاقة مع الجارة تركيا واوردوغان لم يأت لمجرد زيارة عابرة والتقاط الصور لكنه يدرك اهمية السوق العراقية لاستيعاب البضائع التركية والتي تصل بكميات هائلة تضمن لانقرة التفوق في مجال التجارة والحصول على الاموال لكن ذلك ليس،لوحده في الصورة فالاستثمار عامل مهم مع وجود تحولات سياسية وامنية كبيرة تجعل من سوق الاستثمار وفي المجالات كافة متاحا للشركات التركية في مجال البناء والتعمير والطاقة والبنية التحتية الاساسية حيث يمتلك الاتراك قدرات عالية في هذا المجال وسبق ان قامت بتجارب ناجحة كبناء الملاعب والمستشفيات والمدارس والمولات وهي مستعدة لمزيد من ذلك.
لكن مايقلق الاتراك هو الوجود المسلح في جغرافيا عراقية ممتدة على طول الحدود بين البلدين والمعارك التي تنشب بين الجيش التركي وحزب العمال ودخول القوات التركية غير المشروع الى العمق العراقي وهو مايسبب المشاكل وعمليات القتل والتدمير ونزوح الامنين من قراهم ومزارعهم الى مناطق اكثر امنا وبالمقابل فان مشكلة المياه تضرب بجذورها في عمق تلك العلاقة ويؤرق بغداد التي دخلت في مفاوضات وازمات متكررة وحاولت انتزاع تنازلات من تركيا للقبول بمطالب العراق المشروعة في كمية المياه التي يجب ان تتوفر له ويبدو ان هناك استعداد لدى اوردوغان للقبول بالتعاون وتزويد العراق بمايكفيه من مياه خاصة في موسم الصيف الذي ترتفع فيه درجات الحرارة الى مستويات قياسية وتهدد الحياة.
لذلك فان الواضح هو ان اوردوغان لديه مايطلبه وللحكومة العراقية اشتراطات في ذلك ويمكن ترسيخ مبدأ التعاون طالما ان الطرف الاخر مستعد لتلبيتها وفي هذا الصدد وبرعاية السيد رئيس مجلس الوزراء المهندس محمد شياع السوداني تقيم وزارة الموارد المائية المؤتمر الدولي الرابع للمياه على قاعة كلكامش في فندق بابل للفترة من السابع والعشرين حتى التاسع والعشرين من نيسان الجاري لمناقشة تحديات المياه والعلاقات الدولية وتعزيز الشراكات في هذا الملف المهم والذي يشكل أهمية بالغة وتوليه الأمم المتحدة إهتماما متصاعدا وتحذر من تبعات خطرة على مستقبل البشرية مالم يكن هناك تعاون أكبر وحرص متزايد لتجنيب البشرية مخاطر البيئة والجفاف والتصحر والنقص الحاد في مخزونات المياة وكميات الأمطار ونأمل ان يحقق النجاح المطلوب.