بقلم: الدكتور عزيز جبر يوسف الساعدي
وانت تدخل الى بناية العرض لمحتويات متحف الاعلام العراقي تستقبلك سيدة شابة بأبتسامة تنم عن ثقة بالنفس َفرحٍة بالزائرين لهذا المتحف الذي اول ما يجلب الانتباه , التصميم الجميل وهندسة المواد التي شَغلت معظم قاعات العرض والممرات بذوق با لغ الجمال . مديرة هذا المتحف الفنانة التشكيلية (مينا امير الحلو) وليس غريبا علينا ان نجد هذه السيدة المهذبة أبنة عائلة أفنوا حيا تهم في المجال الادبي والفني ف الاب الراحل أمير الحلو غني عن التعريف والام أبتسام عبدالله الراحلة صاحبة اكثر مشاهدات لها في تقديم البرامج التلفازية في السابق والكاتبة المرموقة التي تجد ان بعض ما تركوا (الام والاب) بعض من مقتنياتهم في المتحف ,تعمل بجد في هذا المتحف.
اذا فكرة تأسيسه بدأت في نهاية العام 2019، حينما زار ( الفنان نصير شمة) معهد التدريب الاذاعي الذي كان بناية خربة مهلهة انذاك وتم اختيار هذا المبنى لاعادة اعماره ليكون متحفا للاعلام العراقي، انطلقت فكرة انشاء المتحف بتمويل من مبادرة (الق بغداد )برئاسة الفنان نصير شمة وصندوق تمكين ورابطة المصارف الخاصة العراقية والبنك المركزي العراقي لتأهيل هذا المبنى العريق الذي كان ومنذ تأسيسه في العام 1972 معهدا للتدريب الاذاعي وصرحا ثقافيا واعلاميا مهما درس وتخرج منه بعضاً من اشهر اذاعيي ومقدمي وفناني العراق. بدأت اعمال الترميم الفعلي في العام 2020 وكان المكان الانسب في تقديري أن السيدة الجميلة مينا الحلو التي عملت بجد واخلاص وقضاء ساعات طوال وبحكم علاقاتها مع الاصدقاء وممن يعنيهم الامر من اصحاب الفكر والثقافة وما جادوا عليها من ارث ثقافي لتؤسس بذلك بانوراما ثقافية تستحق الاشادة ورفع القبعات لهذا الجهد النبيل والمضني ايضا ,فالعمل على تأسيس متحف يمتلك المواصفات العا لمية في الاختيار والهندسة تحتاج بلا شك الى دربة ومهارة وذهنية متطورة وخيال فني مبتكر ومتابعة لما يجري في بلدان العالم من متاحف راقية .
السؤال الذي يبادرنا ونحن نتجول في ثنايا هذا المتحف لماذا (متحف الاعلام العراقي الان)؟؟
بعد سلسلة المعارك والحروب وعدم استقرار البلاد والفوضى والسرقة والتخريب الذي نال معظم مرافق الجمال والادب والفنون في المسرح والاذاعة والتلفزيون وحتى وكالات الانباء أصبح ثمة فقر ثقافي لتاريخنا وأرثه الذي كنا نفتخر به ولان الاجيال اللاحقة لم تعيش ولم تعرف ذلك الارث فلا شيء سيبقى في الذاكرة مستقبلا ؟؟
ولكي نتعرف على محتويات هذا المتحف وكيف جُمعت محتوياته؟
تقول السيدة مديرة المتحف مينا الحلو :
(استعان المتحف بالعديد من المصادر لجمع الاجهزة والمواد الارشيفية مثل مخازن شبكة الاعلام العراقي ودوائر حكومية اخرى وتبرعات بعض المهتمين بالاعلام والفن.
يضم المتحف حاليا ثلاث قاعات مخصصة لعرض الاجهزة التي تم استخدامها في الاذاعة والتلفزيون من كاميرات واجهزة تسجيل وعرض الصوت والصورة واجهزة المونتاج وكل ما يتعلق بالانتاج الاذاعي والتلفزيوني وعرضت حسب تاريخ صنعها واستعمالها، كما خصصت قاعة لتاريخ الصحافة العراقية، وخصصت قاعة لمحاكاة ستديو تصوير برنامج الرياضة في اسبوع البرنامج الاشهر في تلفزيون العراق بكل تفاصيله من ديكور وكاميرات واجهزة الصوت والصورة، وقاعة اخرى للعروض التعريفية والوثائقية عن طريق اجهزة التلفاز والداتا شو. ونسعى لاعادة تأهيل ثلاثة قاعات اخرى تخصص للسينما ومقتنيات الشخصيات الفنية والاعلامية الشخصية ونرحب باي متبرع يتبرع باجهزته او مقتنياته ليكون المتحف مكان لحفظ الذاكرة الفنية وتخليد اعمال الاعلام والفن العراقي وعرضها للجمهور
. اختير شعار للمتحف من تاريخ العراق الموغل بالقدم وهو عبارة عن كلمة (عين او بصيرة) بالرسم المسماري.
أنبرت هذه السيدة المثابرة لتطرح نفسها لمسؤولي الشبكة في الاعلام العراقي لتاخذ الضوء الاخضر وحصلت بجهودها وجهود الاخرين ممن يحبون هذا المكان بحصولها على أقدم نسخة من القران الكريم وايضا بلبل الاذاعة الذي يعيد الذاكرة للزائرين كيف كان افتتاح الاذاعة وغيرها من المقتنيات التي تثير الشجن لمن عاش تلك المراحل الخصبة من الجمال . نعم وضعت مينا الحلو القطار على السكة,(رغم انها تعمل بعقد مع شبكة الاعلام وليس على الملاك الدائم ؟؟؟).
ان صرح الحضارة ولَبنات المجد لايكتب لها السعد و الازدهار مالم يكن العمل الدائب الاساس المحرك لها فالعمل اغنية الوجود وهو السيمفونية التي تعزف اجمل الالحان ,,
هل اكتمل هذا المشروع الثقافي ؟ رغم اعتراف اليونسكو بمكانتة وتصنيفه بالمرتبة الثالثة في مجال الاحتفاظ بالموروث الثقافي والفني ؟ أعتقد لازال يحتاج الى تقديم مساعدات سخية من شبكة الاعلام ومن وزارة الاعلام والنقابات ذات الصلة بهذا المنجز المهم . لكي يحلق القائمين عليه حلمهم و في تفعيل مخيلتهم نحو الجمال والابهار لان هذا المتحف بات يشكل ذاكرة اعلامية مهمة في الصحافة والتلفزيون ورجالات المسرح والتلفزيون والصحافة ممن أفنوا اعما رهم في خدمة تخصصا تهم ..ان هذا المتحف اذا ما كبر في عيون المسؤول في الدولة وتمكين القائمين عليه بالمال سيكون بصمة حضارية في زمن الخراب الذي نعيشه ..
تحية وتقدير لكل من فكر ونفذ وزار وقدم كلمة حلوة للعاملين فيه .والله الموفق