التيار الوطني الشيعي


بقلم: حمدالله الركابي

ثلاث كلمات كانت كفيلة ان تحدث كل هذا الاهتزاز في الساحة السياسية والاعلامية وتحرك المياه الراكدة وتفتح باب التأويل والتفسير والتحليلات المتعددة الزوايا والمتباينة في التصورات وهذا دليل على قوة الصدر وفاعليته ومقدرته على تحريك الشارع كيفما يريد وفي اية لحظة يراها مناسبة ليكون الفاعل الاقوى في الساحة الوطنية.
يتصور البعض انه شعار انتخابي وهم واهمون جدا فالصدر لايحتاج الى شعارات انتخابية تحشيدية فهو بورقة صغيرة (كصكوصة) يستطيع ان يحشد الملايين لأي امر يراه في مصلحة الوطن وخير دليل على ذلك حملة فاطمة الزهراء عليها السلام قبل ايام قلائل لإغاثة اهالي غزة وخلال ساعات امتلأت المساجد والحسينيات والمخازن بآلاف الاطنان من المواد العينية حتى امر بإيقافها لانها فاقت ماكان متوقعا وهذه رسالة بليغة جدا تؤكد ان الصدر هو المتحكم بغالبية الشارع الشيعي ويكشف الحجم الحقيقي للاخرين.
اما تصور البعض عن طائفية الشعار فانه من نسج خيالهم اذ ان الصدر تحمل الكثير من اجل ترسيخ المفهوم الوطني في ظل الصراعات المكوناتية والتغذية السلبية للمنتفعين من الطائفية فكان دائما وطنيا بامتياز مع الحفاظ على الهوية العقائدية والتي لاتتعارض مع النسق الوطني سيما ان العراق متعدد الديانات والطوائف والقوميات ولذلك قدم الصدر (الوطنية) على (الشيعية) ليقول انكم عراقيون وطنيون وتحملون هويات ذاتية متعددة ولكن الجامع لكم هو الوطن لانه يريد هوية وطنية عامة بألوان متعددة لاتتقاطع فيما بينها وانما تندمج تحت شعار الوطن وعليه فان الصدر لايتردد في طرح المشاريع الوطنية القادرة على ان تحدث تغييرا بنيويا في الواقع العراقي ولعل القادم يحمل رياح ذلك التغيير الايجابي الذي طال انتظاره.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *