بقلم: د. عزيز جبر الساعدي
ورد ورصاص ,,
رواية تنتمي بجدارة الى أدب المقاومة
الكاتبة شهد رضا ,تجسد حالات بطولية لمجموعة من الشباب والشابات ممن استجابوا لنداء المرجعية الرشيدة , اولئك الذين قضوا أيامهم بين البارود ولعلعة الرصاص وهم يزفون أرواحهم فداء للوطن من أجل السلام وتحرير الارض التي دنسها الدواعش الاراذل ,,
الرواية أرتكزت في محورها على مفردة فلسفية هي الحب ولكن أي حب؟؟ حب تفرع منه عشرات المواضيع الانسانية منها حب الانتماء للعائلة وحب الانتماء للصداقة وحب الانتماء الى التاريخ وحب الوطن الاسمى , وايضا حب تجسد من خلال النظرة الموضوعية التي تقول (ليس من المهم أن انظر اليك أو تنظرين الي .. بل المهم ان ننظر كلانا باتجاه واحد )الذي توج هذه الرواية بعذوبة وتسامي بالمشاعر والثقة بالنفس ,الذي يعطي للقاريء درسا مهذبا في الاخلاق والتسامي بمعنى الحب ورسالته في الحياة والذي تجسد من خلال متطوع في الحشد الشعبي و طبيبة متطوعة ايضا تجسد من خلالهما نوع من الصراع الدرامي فيه شد وتشويق وترقب أضاف للرواية نكهة جميلة دون الولوج الى ما متعارف علية من حب وهيام بين فتاة وشاب في الكثير من القصص والروايات .
رواية ورد ورصاص للكاتبة شهد رضا , سردية أدبية جميلة أعتمدت فيها الكاتبة اللغة البسيطة من نوع( السهل الممتنع ) فيها
شد وترقب وتشويق من خلال شخوص قليلة في حبكة قصصية وكان بودي ان تتشظى شخصيات الرواية الى اكثر من هذه الشخوص واضافة حوارات درامية لتشكل صراع من نوع
جديد يضيف للرواية قوة أكثر تشويق وامتاع, لاسيما وان الكاتبة تمتلك
امكانية التحول بالمشاعر والاحاسيس الانسانية المختلفة , فالمداخل اللغوية والقدرة على تناول الحديث لشخوص الرواية واضح ومثال
على ذلك ما جاء في ص40
(…تقول أمي اننا نفهم الاشياء اكثر عندما نكبر , وتتغير مشاعرنا تجاه الكثير من الامور فيستبدل الكره حبا وربما الحب كرها , عندما كنت صغيرا كنت أحب الحلوى حب العمى , فلم يكن هناك أي شيء أجمل من الحلوى في عيني , أخبرتني أمي ذات يوم اني أن عرفت الله سأحبة أكثر من الحلوى , فازداد فضولي لان أعرف من هو ذاك الذي سيأخذ مكانة الحلوى في قلبي ..كبرت فعرفت جزء ضئيلا من جمال الله , أحببته ونسيت الحلوى …أديت صلاتي وجهزت حقيبتي للحرب…))
هذا الاستدلال المنطقي في حضور الشخصية في المكان الذي هو فيه كفيل ان يمد الكاتبة بمواضيع اكثرجمال وتفرد, وهي يبدو لي قادرة على ذلك بالفعل . وفي حوار أخر يؤكد فيه امكانية الكاتبة الحوار في منتصف ص 132 ( ..ان الشهادة كالفتاة الحسناء يطلبها أربعون ويحظى بها شخص واحد ولن يكون ذلك الشخص الا الذي اختارته هي بذاتها…)
نشد على يد الكاتبة شهد رضا وهي تنقلنا من خلال حروفها المهذبة لغويا واخلاقيا في حبكة قصصية ممتعة عن حكاية من وحي العشق بين بارود ورصاص .. حكايات ستكتب على حدود الوطن ,هذا وطن سقتة دماء شعبه حتى أزهر وردا ونرجسا مشيرا الى السلام الذي يتمناه كل شريف على هذه الارض .ختاما نتمنى( للكاتبة شهد رضا ) مستقبلا زاهرا في التأليف القصصي.