بقلم: عباس عبود
بعيدا عن المواقف السياسية والتصريحات الإعلامية بخصوص العلاقات العراقية الأمريكية، فقد نجحت الولايات المتحدة الأمريكية في انزال عشر احزاب أميركية للعراق بقوة خلال السنوات الأخيرة إلى الدرجة التي ترسخت فيها هذه الاحزاب المهمة وقد تهافت عليها ملايين العراقيين لتتحول إلى متلازمة يومية في حياتهم وتدخل في ادق تفاصيل يومياتهم .
الحزب الاول: حزب العم بنيامين فرانكلين وهو الاب المؤسس للولايات المتحدة وحبيب ملايين العراقيين، من خلال صورته الموضوعة على ورقة المئة دولار ، وهي الورقة الذي يتزاحم رجال السياسة والاقتصاد والأدب والثقافة على حيازة ما يتيسر منها ،
الدولار تلك الورقة السحرية التي تمكنت من تغيير الولاءات وتطويع المبادئ للمصالح وتحويل الإنسان من قيمة إلى سلعة .. ولا توجد لدي إحصاءات لعدد الموالين لحزب الدولار بل الذي اعرفه ان العراقيين يفضلون فئة الـ 100$ على غيرها وهو اهم تكريم يسعد الام فرانكلين في قبره
وبالتاكيد من يقرأ هذه السطور يمتلك تصورا عن سحر هذه الورقة واثرها وتاثيرها..
الحزب الثاني: الفيس بوك وإنستغرام واخواتهما والتي لايشعر المواطن بوجوده الافتراضي إلا من خلالهما ولا يشعر بالسعادة إلا من خلال تكاثر اللايكات على صورته الظاهرة عبرهما
ومن النادر ان تجد مواطنا عراقيا بلا صفحة او صورة على فيس بوك او إنستغرام يأتمنهما على خصوصياته ويزودهما بيومياته وأسراره وتوجهاته السياسية ومواقفه الوطنية ويحفظ في مستودعاتها ادق تفاصيل حياته وقد تجاوز عدد المنتمين العراقيين لحزب الفيس بوك وأخواته ال25 مليون عراقي .
الحزب الثالث: حزب السناب چات ومرفقاته وهو الحزب القادر على ارضاء غرور ملايين الرجال والنساء ووهو المكان القادر على مسخ الناس إلى كلاب وقرود وهم في قمة السعادة.
وهو الجدار القادر على القيام بطي افتراضي للأرض وتقريب البعيد وإبعاد القريب وتجسيد الغرائز والخيالات إلى صور تراها العيون وتستطعمها النفوس وتمكن هذا الحزب من استقطاب اكثر من 16 مليون مواطن عراقي لا يفارون عدساته وفلاتره حيث تلتصق ادق تفاصيل يوميات اغلبهم بحيز ذكرياته وتتسابق الحسناوات للوقوف بطوابير امام أضواءه.
الحزب الرابع: حزب ابل بقادتها الافذاذ العظام (ايفون وايباد وماكنتوش ) وهؤلاء الرفاق الثلاثة لأغنى لملايين العراقيين عن صحبتهم مجتمعين او الاكتفاء بواحد منهم فهم الرفيق والأنيس والمساعد والحاجب والذاكرة والأرشيف .
الحزب الخامس:
حزب العم گوگل رفيق الطالب والمثقف والمرأة وأنيس المتعلم ومرشد التائه وسط تقاطعات المرور ولسان الغريب العاجز عن التفاهم مع قوم اخرين بلغة اخرى، رفيق الأكاديميين في تصدير بحوثهم وخادم الباحثين في تصميم استطلاعاتهم ومكتبة المفكرين في حفظ وتسويق كتبهم وذاكرة المؤرخين في إنعاش معلوماتهم ومدير أعمال الباحثين عن من يرتب لهم شؤونهم
الحزب السادس:
حزب العم بيل جيتس إمبراطور مايكروسوفت الذي فتح لنا أفق العالم الرقمي والشبكات العنكبوتية منذ ان جاد علينا بنظام الويندوز وما تبعته من تطورات ثورية غيرت مسارات حياتنا من عصر إلى عصر .
الحزب السابع:
حزب البوينغ بكل أجيالها وطرازاتها وهي الطائرة المؤتمنة على حياة ملايين العراقيين الذين يفضّلونها في ركوب الجو والتحليق شمالا وجنوبا وشرقا وغربا
الحزب الثامن:
حزب الجواز الأمريكي
لا أملك إحصاءات بأعداد العراقين الحاصلين على الجنسية الامريكية لكن اعتقد ان عددهم يفوق مئات الآلاف وقسم كبير منهم يمارسون عملهم داخل العراق سياسين وقادة ودبلوماسيين وفي مناصب حساسة في الحكومة والمعارضة .
الحزب التاسع:
منصة #نيتفليكس بما لديها من خزين لاينضب من الأفلام التي تجود بها هوليود وغيرها وهذا الحزب استقطب عشرات الآلاف من الشباب العراقيين الذين يتفاعلون ويتابعون هذه المنصة بشغف واهتمام سواء بالاشتراك المباشر او غير المباشر من خلال منصات وسيطة.
الحزب العاشر : الشوفرليت
السيارة المفضلة للعراقيين عروس مواكبهم وفاكهة مناصبهم المركبة الساحرة ذات الزجاج المظلل التي أجلستهم خلف (صليبها البارز ) وهم بكامل زهوهم واعتدادهم بأنفسهم ..
وبعد هذا الاستعراض السريع لأهم عشر احزاب أمريكية هي الأكثر شعبية في العراق، دعونا ان نتخيل حياتنا بدون دولار ولا فيس بوك ولا مايكروسوفت ولا ايفون ولا گوگل ..
علينا ان نتخيل حياة السياسيين بدون مواكب سيارات الشوفرليت ولا حزم الدولارات او منصات التواصل بذبابها الالكتروني..
حتما سيتغير كل شيء…
فلو أجرينا استفتاءا للشارع العراقي للمفاضلة بين الطبقة السياسية وبين الاحزاب الأمريكية العشرة…
لمن تتوقعون الغلبة ؟ وكيف ستكون النتائج؟ ومن ينال اعلى الأصوات ؟
حزب أمريكي ام حزب وطني لا يستغني عن جميع او بعض من الاحزاب الامركية العشر الاجابة متروكة لمن اكمل قراءة هذه السطور ..
ملاحظة:
اعرف جيدا انها احزاب منتشرة في كل العالم لكن كل شعوب الارض أما راضية وساكتة ..
او منسجمة مع هذه الاحزاب
او سعيدة بالانتماء لها
او مقاطعة مبتعدة عنها
والجميع على العكس منا!
لاننا بالفعل معها وبالقول ضدها.