بقلم: إيمان كاظم خلف
كانت الموظفة تبدو في الثلاثين من عمرها وهي تعمل في نفس المشفى الذي تعمل بها أختي، لكني لاحظت انه بسبب وزنها الزائد وحركتها البطيئة كل ذلك أوحى لي بأنها أكبر من سنها الحقيقي،
نادتني من وراء ظهرها، أتبعيني فتبعتها بخطوات حذرة وكأنني طفلة تركض خلف والدتها المسرعة، كنا نعبر العديد من الردهات والغرف حاولت أن اتجنب التركيز على شيء معين خوفًا من أن يصادفني منظر مؤلم لأحدهم، لقد كان مشفى كبير فيه قسم للاورام الخبيثة وقسم آخر للاستشارية وأنا كنت في هذا الأخير لأجل إجراء تحاليل الدم، رغم اني لا أطيق أجواء المستشفيات لكن كان لابدّ لي من إجراء هذا التحليل أندفعت المرأة رغم وزنها المتزايد كالنحلة بين الحشود وأنا أراقبها بدهشة وكانت تشير لي أن أقترب من الطبيب الجالس وراء مكتبه، وانتظرت دوري حتى نظر لي كان ما يزال شاب في بداية مسيرته المهنية تفرس في هيئتي بنظرة فاحصة.
وقال أنتِ المريضة؟
أومأت برأسي، ثم وقع بعض الأوراق وخرجت مسرعة من غرفته بعد ما أحسست بدوار خفيف بسب الازدحام وكان المكان مكتظ وقليل الأوكسجين ولا أعرف لما كان جميع المرضى وحتى الأشخاص المرافقين لهم تسود على وجوههم سحنة من الاكتئاب والاندماج مع طاقة المرض إلا ينبغي لهم التخفيف عن المريض ولو قليلًا، فما لا شك فيه أن الشعور الإيجابي والمرح يضعف حتى أصعب الأمراض، كنت أفكر لما لا يلجأ الناس إلى الطب البديل أو حتى ربما إلى نظام معتدل في الغذاء قديمًا.
قيل: “الحمية رأس والمعدة بيت كل داء”.
وفي الطب الحديث يقال أن كل مريض له دور في مرضه لسبب ما أنا اعتقد أننا جميعًا من نختار أمراضنا.